الدهون، الشحوم، العجين، الحلويات، السكريات…كلّ هذه الكلمات يمكن جمعها في عبارة واحدة لا غير: “السمنة”.
الكارثة التي تحلّ على الشخص تدريجيا دون الشعور بها لتتفاقم وتتكاثر مع مرور الزمن إلى أن تتحوّل إلى مرض يمكن أن يؤدي إلى الموت البطيء…
ولا شكّ في أن السمنة أصبحت تعدّ من الأمراض الأكثر انتشارا في العالم فهي كالداء الذي لم يترك صغيرا أو كبيرا الا وألمّ به.
ويجدر القول بأن نسق الحياة المتسارع الذي أصبح يعيشه الفرد قد أثّر بطريقة كبيرة على صحّته، لذلك أصبح معظم الأفراد يلجؤون إلى الوجبات السريعة المليئة بالسعرات الحرارية والدهون إضافة إلى الكسل والخمول وعدم ممارسة الرياضة بسبب مشاغل الحياة المرهقة.
وتعتبر السمنة مرض العصر، حيث يعسر التخلّص من الوزن الزائد خاصة إذا تجاوز 100كغ، حيث تؤثّر كذلك السمنة على نفسيّة الفرد وتدمّره إلى أن يغدو جسدا دون روح ويفقد كلّ سبل الخلاص.
كما تدمّر نظرات الاستهزاء والاحتقار من قبل المجتمع أو العائلة أو الأصدقاء الفرد الذي يعاني من السمنة، لذلك يصبح سجين نظرة الآخر المليئة بالحقد والكراهية ويفقد الأمل في غد أفضل وجسد أجمل دون وزن زائد.
ويبقى الخلاص الوحيد هو الطب أو ما يعرف بجراحة السمنة التي تتطوّر تقنياتها كلّ يوم بحثا عن الطريقة السريعة للتخلّص من الدهون دون مضاعفات يمكن أن تؤدي إلى الهلاك.
وتعتبر جراحة تكميم المعدة أو “السليف” من بين أكثر الطرق انتشارا في العالم للحصول على جسم مشدود وقوام ممشوق.
ويعمل الطبيب المختصّ خلال عمليّة تكميم المعدة على التخلّص من حوالي 80 بالمائة من المعدة عن طريق القصّ الطولي دون المساس بوظائف الجهاز الهضمي ومع المحافظة على سلامة المعدة.
وبتطوّر الطب تطوّرت تقنيات هذه العمليّة حيث أصبح من الممكن اجراؤها عبر المنظار دون اللجوء إلى استعمال الغرز التي تترك آثارا بشعة في البشرة.
وتهدف السليف إلى إنقاص الوزن في فترة وجيزة علاوة على منح الشعور بالشبع سريعا ما يعجّل فترة الشفاء من “السمنة”.
وللتذكير فانّ الجراحة تدوم بين ساعة أو ساعتين حسب حالة المعني بالأمر كما تستوجب أخذ قسط من الراحة للعودة إلى الحياة العمليّة بنشاط وثقة في النفس لا مثيل لها.