لطالما كانت الحياة متداخلة الأحداث والوقائع ويعيش الإنسان متأرجحا بين هزها وشدَها فيواجه مشاكل حياتيَة مختلفة ومتنوَعة ولكن تبقى التَجربة الأقسى والأكثر صعوبة هي تجربة الموت التي تجعله يدرك تفاهة الحياة وقيمتها في نفس الوقت لذلك نجد العديد من المرضى يحاولون وبأشد قواهم التَغلَب على المرض بمختلف أنواعه فمهما إشتدت الحالة نراهم يصمدون ويصرون على الشفاء،ولهذا السبب بالتَحديد ظهر الطب التجميلي الذي جاء ليفتح باب الأمل الذي يغيَر نظرة الإنسان لنفسه ونظرة الآخر إليه، ومن رحم هذا الهدف ولدت الجراحات التجميليَة التي تهدف إلى تجميل وتصحيح العيوب الخلقيَة والعرضيَة بوجه الإنسان ،ولجراحة الوجه والفكَين حصَة الأسد في ذلك حيث تعمل أقسام هذا الإختصاص على تغيير واقع المريض المشوَه إلى أفضل ما يكون ورغم أنَ بعض النَتائج قد تكون عكس التطلَعات إلاَ أنَ تأمَل التجارب الإيجابيَة التي أخرجت العديد من المرضى من دائرة العزلة والحزن إلى عالم جديد كانت نافذة أمل تطل على واقع أفضل ،وهذا ما يدعونا إلى طرح التساؤل التَالي :
ماهي الحالات التي تتطلَب جراحة علاجيَة وتصحيحيَة للوجه والفكَين ؟ وماهي أسبابها ؟
يؤكَد أطبَاء جراحات الوجه هو تحديد الأسباب التي أنتجت هذه العيوب وهي كالتَالي:
1–الأسباب الخلقية: وهي التي ترتبط بمرحلة نمو الجنين داخل الرَحم، حدوث أوضاع غير طبيعيَة ناتجة عن عوامل مختلفة تؤثَر سلبا على الجنين كتمركز الجنين في وضع غير سليم فيحدث ضغط مفرط على عظام الوجه أثناء مرحلة تكوين عظام الفك وتشكيله ومن الحالات نذكر عيب الشفاه الأرنبيَة أو الفك المعوج وغيرها من العيوب الخلقيَة التي يمكن أن تولد مع الطفل ،ومن الأسباب أيضا إمكانيَة إنتقال الجينات الوراثية المختلة إلى الجنين، أو إصابة الأم ببعض الأمراض المعدية أو تناول بعض الأدوية المضرَة بالجنين فيحدث التشوَه داخل الرَحم …إلخ .
2-الأسباب المرتبطة بالتنشئة: التي تقع أثناء فترة الطفـــولة سواء بعد الولادة مباشرة إلى غاية سن البلوغ، وقد تتسبَب بها بعض الأمراض المعدية أيضا أو الحمى الشديدة إضافة إلى الظهور المتأخر للجينات المختلة أي إنتقال الجينات الوراثية التي تحمل الصفات المضطربة إلى الطفل في فترة الطفولة.
3- الأسباب المكتسبة: و هي العيوب والتَشوَهات التي تصيب الإنسان في أي مرحلة في حياته نتيجةً للحوادث و الإصابات المختلفة ،الحروق ،الندوب و الكسور الشديدة التى تضرب عظام الوجه و الفكين وقد تسبب هذه الحوادث تلف بالعظام وقد تكون مدمَرة لمظهر الوجه خاصَة إذا ما ضربت مراكز النمو لعظام الوجه الفكين أثناء فترة النمو،ومن ناحية أخرى وحسب معلومات طبيَة ثابتة قد تسبَب الأمراض أيضا على غرار الأورام السَرطانيَة وبعض الأورام الحميدة التي قد تضطر طبيب جراحة الأورام إستئصال بعض الأجزاء من العظام أثناء العلاج الجراحي لتلك الأورام، إضافة إلى إمكانية حدوث هذه التشَوهات جرَاء مجموعة من الإلتهابات الناتجة عن تآكل المفاصل التي تستهدف المفصل الصدغي للفك السفلى.
