الرقص، الكتابة، التصوير، الرسم، الغناء…هي طرق مختلفة ابتكرها الانسان لتخليد ذكرى مهمة حزينة كانت أم سعيدة…
وان كان النسيان نعمة، فانّ استرجاع الماضي بآلامه وأفراحه من شأنه أن يعلّمنا الكثير من الدروس لمجابهة المستقبل.
ومن بين أهم الوسائل لنحت الكلمات والصور التي أحببناها والتي لاقت رواجا كبيرا هو الوشم…
الوشم الذي تغيّرت دلالاته وأهميّته بتغيّر الحضارات والزمان، الوسيلة التي حرّمت وحلّلت وأقبل عليها البعض وكرهها البعض الآخر لما له من أضرار متعدّدة، الا أنه يبقى إلى حدّ هذه الساعة محور نقاش الكبير والصغير.
والوشم موجود منذ قرون عديدة، وهو نوع من أنواع التعبير من خلال نحت مناطق من الجسم بكلمات أو صور تبقى راسخة ولا تمحى، حيث اختلفت المجتمعات في دلالات استعماله لتشمل الأسباب الدينية العقائدية أو الثقافية أو الجمالية…
كما يرمز الوشم إلى ملكية الجسد ونضجه وحرية الفرد في التصرّف فيه وفق رغباته.
واشتهر الأمازيغ إلى حدود هذا اليوم بالوشم، خاصة المرأة التي استعملته للزينة والاغراء، ومن أهم الرسوم الشائعة التي تتزيّن بها هي علامة (+) وتعني المرأة الجميلة والفاتنة.
وبمرور الزمن وتطّور الوسائل، فقد الوشم دلالاته الدينية والروحانية والطبية واتجه نحو الخصوصية ليدخل غمار أهواء الفرد الواحد لا رغبات الجماعة، وأصبح يوضع على كامل الجسد بأشكال لا تخصّ الا صاحبها.
كما ساهمت التكنولوجيات الحديثة والانترنيت في انتشار الوشم بين صفوف المراهقين والشباب من خلال صور جميلة لأقرانهم أو لنجوم ومشاهير اعتمدوا الوشم ما جعل رغبة تقليدهم قوية.
وكتطوّر العالم وتغيّر الأحداث، يتغيّر كذلك الفرد بمرور الوقت وتتسع نظرته للحياة وتنقلب في عينيه الموازين وتتطوّر أفكاره ومبادئه، فكيف له ألاّ يملّ من وشم قديم أو ذكرى مضت عليها سنين طويلة…
هكذا هو الانسان متغيّر بتغيّر الوقت والمكان والأحداث، لذلك سخّر الباحثون كل جهودهم لتطويع الطب وفق ما يرضي الأفراد والمجتمعات ويتماشى مع العصر الراهن.
عمليَة إزالة الوشم عن طريق الليزر، هي عمليّة لاقت رواجا كبيرا في سنوات القليلة الماضية نظرا لأهميّتها لدى الكثير من الأشخاص الذين يعانون من وشم قبيح وعميق ويرغبون في ازالته.
وتعدّ هذه تقنية من أبرز ما قدّمه مجال طب التجميل بالليزر للأفراد خاصة وأنها تتميّز بنجاعتها وخلوّها من الآلام والمخاطر.
ويلجأ الكثيرون ممن اعتمدوا الوشم إلى هذه العملية لإزالته لأسباب مختلفة نذكر منها رغبتهم في النسيان وطي صفحة الماضي أو لغياب عنصر الجمال في الوشم، ما سيتيح لهم فرصة لحياة جديدة بجسم سليم يخلو من كدمات وآثار السنين الغابرة.
ولئنّ اختلفت أسباب إزالة الوشم من فرد إلى آخر الا أن الطريقة تبقى واحدة وهي الليزر الذي أصبح يشكّل حلا جذريا ومدهشا في أغلب عمليات التجميل.