طبيَا تعتبر الشَفاه الأرنبيَة تشوها خلقيَا ولاديا (منذ الولادة ) حيث تظهر فيه الشفاه غير مكتملة مع إمكانيَة إمتداد هذا التَشوَه إلى الحنك ورغم أنَ نسبة إنتشار هذا العيب ليست مقلقة في مجمل الأحوال إلاَ أنَ دراسة حديثة منجزة حول معدَل الإصابة به أثبتت أنَ واحدا من حوالي 700 طفل في بريطانيا يولدون بهذا التشوه، في حين ترتفع النسبة قليلا بمناطق أخرى ففي آسيا مثلا يبقى المعدَل واحد ولكن من مجموع 500 ولادة ، وبقي هذا المشكل يمثَل عائقا كبيرا في حياة العديد من الأشخاص وذلك لسنوات وعصور طويلة ، ولكن بظهور الطب التجميلي والتقنيات الترميمية والتصحيحيَة المتطوَرة لم يعد عيب الشَفاه الأرنبيَة يعتبر مصدر قلق عند العديد من الأشخاص خاصَة وأنَ نسبة كبيرة من الجراحات التجميلية كانت ناجعة حيث تمتَ إزالة هذا العيب بنجاح ودون أية مشاكل .
ورغم أنَ أهمَ الأطباء والعلماء وخبراء التجميل أيضا يتفقون على حقيقة عدم وجود سبب واضح ومثبت علميا بنسبة 100% ينتج هذا التشَوه إلاَ أنَهم في الوقت نفسه يؤكَدون أنَ هذا العيب يمكن أن يكون مرتبط بمجموعة من العوامل والممارسات كالتدخين ، شرب الكحوليات ومختلف أنواع الخمر ، الحمل المتضرر ،السمنة المفرطة والإستعمال المفرط لبعض الأدوية و والمضادات (أدوية التشنجات العصبية) كالصرع وغيرها .
ويرى خبراء التَجميل وأطباء أمراض الأطفال أنَ أفضل حل لحماية الطفل من الضرر النفسي والبدني المنجر عن عيب الشَفاه الأرنبيَة هو إخضاعه إلى الجراحة التجميلية والتصحيحيَة مبكَرا خاصَة وأنَ هذا التشوَه يسبب له العديد من المشاكل كصعوبة مص الحليب، المضغ، إلتهابات في الأذن الوسطى خاصَة إذا بلغ هذا العيب الحنك ، كما تؤثَر الشفاه الأرنبيَة على الفم وطريقة إصطفاف الأسنان و مظهرها.
وفي أغلب الأحوال يقع إجراء هذه العملية التجميلية للشفاه الأرنبيَة على مراحل أي إبتداءا من الأعمار الصغيرة (ثلاث سنوات أو أقل ) ثمَ تجرى بعدها جراحة سقف الحنك مع إمكانيَة خضوع الطَفل إلى جراحات تجميلية أخرى في حالة وجود تشوهات بسيطة إضافيَة ، ولكن قد يصعب على العديد من الأشخاص الخضوع لهذه العملية مبكرَا لعوامل مختلفة (صعوبات وظروف مادية،مشاكل صحيَة… ) فيقع إجراء عملية الشفاه الأرنبيَة عند سن البلوغ حيث تشمل هذه العملية الوظيفة التَصحيحيَة والعلاجيَة للشفاه الأرنبيَة والوظيفة تعديل عدم تناسق الشفة الأرنبيَة .