العديد من النَساء يعانين من العقم وتأخَر الإنجاب وهي ظاهرة غزت مختلف المجتمعات الغربيَة والعربيَة ورغم أنَه علميا وطبياَ تتعدد الأسباب التي تقف وراء مشكل العقم إلاَ أنَه هناك أمراض تعتبر المتَهم الأول والأرضية الأساسيَة لحدوث عائق أمام الحمل، ومن أبرز الأمراض التي قد تحدث تأخرا في الإنجاب أو عقم تام، مرض بطانة الرَحم المهاجرة.
ورغم أنَ تقنية طفل الأنبوب اليوم ساهمت وبشكل كبير في الحد من مشاكل العقم والإنجاب إلاَ أنَ الوقوف أمام هذا المرض وخاصَة معرفة أسبابه أمر ضروري وأساسي لتحديد العلاج المناسب له وعندها يسهل الحمل والإنجاب.
تعريف هذا المرض
علميَا يعرَف مرض بطانة الرَحم المهاجرة على أنَه مجموعة من الأنسجة غير الخبيثة أي غير السرطانية تنمو داخل تجويف الرحم وتتطوَر داخله وقد تظهر في مكان آخر من الرحم كالمبيض، المثانة، الأمعاء، قناة فالوب. إلخ ولهذا بالتَحديد تمت تسميته مرض البطانة المهاجرة أي لأنَه ينمو في أماكن مختلفة من الجسم، ففي فترة الطمث تخرج بطانة الرحم عن طريق المهبل، وإذا ما حدث أي إضطراب وظيفي على هذا المستوى تظهر إفرازات وخراجات، وتقرحات، وندوب تسبب تضخَما في مستوى المنطقة المحيطة بالرَحم، وعندها تبدأ بوادر المرض مع العلم أنَ هذا المرض يصيب قرابة 10-15 % من النساء اللواتي لا يزلن في مرحلة الشَباب أي في سنَ الخصوبة.
ورغم أنَ هذا المرض ليس بالخطير ولا الخبيث إلاً أنَ أغلب الخبراء وأطبَاء أمراض النَساء يجزمون أنه من الأسباب الرَئيسية للعقم وتأخر الإنجاب فكيف يمكن للمرأة التَعرَف على أعراض هذا المرض وماهي الأساليب المتوفَرة لعلاجه؟ صنَف مرض البطانة المهاجرة ضمن الأسباب الرَئيسيَة الأولى للعقم وتأخر الإنجاب لما بيَنته أغلب الأبحاث والدراسات في الغرض والتي كشفت أنَ ما بين 35-50 % من مريضات البطانة المهاجرة عاجزات تقريبا عن الحمل والإنجاب بشكل طبيعي لأنَه يؤثَر مباشرة على المبيض فيتسبب في ظهور أكياس دم ومجموعة من الإلتصاقات في الحوض وحول قناتي فالوب وهو أمر قد يتسبب في إحداث خلل وبالتالي تصاب المرأة المريضة بعقم نسبي (يدوم لسنوات) أو كلي (تام) إذا لم تقم المرأة بتلقَي العلاج اللاَزم.
أعراضه
- آلام معويَة، إمساك أو العكس، إسهال
- كثرة التبوَل مع آلام شديدة
- آلام غير محتملة أثناء فترة الحمل
- عدم القدرة على الجماع
- غزارة الدَورة الشهريَة
- الشَعور بإنقباضات شديدة في الحوض
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- آلام شديدة في الظَهر بسبب وجود الغشاء المهاجر في الحالب.
تبقى أسباب هذا المرض غير محددة بشكل واضح ودقيق ولكن مجموعة كبيرة من العلماء والخبراء يؤيدون فكرة أنَ ظهور هذا المرض مرتبط إرتباط وثيق بجهاز المناعة أو وجود خلل هرموني أو وراثي لأنَ أغلب النَساء المصابات بهذا المرض لهم أفراد من نفس العائلة قد أصيبن به أيضا.
العلاج
يصنَف مرض البطانة المهاجرة ضمن أمراض النَساء الغامضة و لكن الغير خبيثة في الوقت نفسه ورغم أنَ الطب لم يجد علاجا نهائيَا وثابت لهذا المرض إلاَ أنَه يوجد العديد من الأدوية العلاجية التي تخفف من شدته وتمنع تفاقمه ولكن يبقى الحل الأنجع هو الجراحي، حيث يقع إستعمال المنظار في جراحة البطانة الهاجرة وذلك بهدف إزالته بواسطة الليزر والتَخلَص من الالتصاقات والأكياس الدَموية ، وتعد الجراحة هي الحل المثالي خاصة لدى النساء اللواتي يرغبن في الحمل والإنجاب ولا يزلن في سن الخصوبة لأنَها تخلَصهم من هذا المرض وبذلك يصبح الحمل ممكنا بالنسبة إليهن .