لطالما إرتبط العقم بالمرأة فكان تأخَر الإنجاب تهمة تلتسق بها وتحملها على عاتقها بمفردها حيث كان الرَجل ساميا على المرأة ولا يمكن أن يوضع في دائرة الإتَهام ، ومن نعم الله عز وجلَ أن البحوث والدَراسات تقدَمت وتطوَرت من خلال دراسة حالات حيَة على أرض الواقع فأنصفت المرأة عندما أثبتت هذه الدَراسات والوقائع أنَ الرَجل أيضا يمكن أن يكون عقيما وقد يعاني من بعض الموانع التي تعيق قدرته على الإنجاب ، فالعلم الحديث وفي هذه النَقطة بالتَحديد ساوى بين الرَجل والمرأة،فماهي أسباب عقم الرَجل وماهي أبرز طرق علاج هذه الظَاهرة ؟
الأسباب
علميَا يصنَف الشخص عقيما سواء كان الرَجل أو المرأة عندما تتجاوز مدَة العلاقة الزَوجيَة الحميمة السَنة ، لأنَها تعتبر مدَة زمنية كافية لحدوث الحمل الطبيعي إذا لم تسجَل أيَة موانع طبيَة أو مرضيَة وحتَى خلقية تكون عائقا أمام الإنجاب ،لذلك فإنَ الأزواج الذين تجاوزت مدَة زواجهما 12 شهرا دون أن يحصل حمل طبيعي يجب عليهم أن يستشيروا مختص في أمراض النساء وعلم الأجنَة أيضا إضافة إلى ضرورة إجراء الفحوصات الضرورية كفحص الهرمونات والخصوبة فمن خلال هذه الفحوصات فقط يستطيع الطَبيب معرفة إذا ما كانت عمليَة الحمل بشكل طبيعي ممكنة أم لا ، خاصَة وأنَ هذه التحاليل تعطي بعض المؤشرات للأزواج الذين يعانون تأخَر الإنجاب من إمكانيَة الخضوع إلى عمليَة طفل الأنبوب في تونس وهي تعد من أنجع التقنيات في مجال الإنجاب بمساعدة طبيَة .
من الأسباب المباشرة لعقم الرَجل نذكر:
إنسداد القناة القاذفة : حيث يعيق هذا المشكل عملية التَلقيح بصفة طبيعيَة فلا تتمكَن الحيوانات المنويَة من الوصول إلى مرحلة السَائل القذفي مع العلم أنَ هذا المشكل قد يكون راجع إلى وجود إلتهابات، وتشوّهات خلقيّة أو خلل في قناة المني وهي مشاكل تعيق الإنجاب الطبيعي ولا يمكن الكشف عنها إلاَ عن طريق الكشف والتحاليل الدَقيقة .
كما يعتبر مشكل دوالي الخصية من العوائق المرضية المباشرة لعدم قدرة الرجل على الإنجاب وظهور مشكل العقم خاصَة إذا لم تتم معالجتها بسرعة، وتتمثَل في مجموعة من الأوردة المنتفخة والمتورَمة تشبه دَوالي السَاق ولكنَها تختلف من حيث الخطورة فدوالي الخصية ترفع من حرارة الخصيتين فتضعف إنتاجية الحيوان المنوي وتصبح أرضيَة ملائمة لظهور مشكل ضعف الحيوانات المنوية فتكون عاجزة عن العيش لمدة طويلة و عن تلقيح البويضة فلا يحصل الحمل بشكل طَبيعي.
العلاج
نادرا ما يكون العلاج جراحي ففي أغلب الحالات يقع التَعامل مع هذا المشكل من خلال إستعمال الأدوية والعقاقير التي تعمل على تحفيز القذف، الإرتجاج، وتدعم الإنتصاب لكي يتمكَن الرَجل من القذف الطبيعي، وفي حالة فشل الأدوية يأتي دور العمليَة الجراحية التي قد تشمل الخصيتين، العضو الذكري والبروستات أيضا ، وفي حالة فشل جميع هذه الطَرق يبقى الأمل في الإنجاب ممكنا مع تقنيات التَلقيح الإصطناعي .