إنَ الحمل والإنجاب من نعم الله التي يكرم بها من يشاء وخصَ المرأة بشرف حمل الجنين إلى إن يصبح رضيعا صغير، فالله خلط الإنسان في أحسن تقويم وقدَر له حجمه وصحَته ولكن ولسبب لا يعلم إلاَ الله أو لعوامل مرضيَة أو جينيَة قد يواجه الجنين مشاكل في النَمو أثناء فترة نموَه في رحم أمَه فلا يقع إستكمال المرحلة التكوَنيَة والبنائيَة للجنين وهذا ما يدعونا إلى التساؤل عن المراحل الأساسيَة التي تسبق المرحلة النهائية (الإنجاب) وعن الأسباب التي يمكن أن تعيق نموَ الجنين بل وتوقفه في بعض الأحيان؟
المراحل الأساسيَة لنموَ الجنين
1 تمتدَ المرحلة الأولى من نموَ الجنين بين لحظة التَخصيب وإلى غاية نهاية الشَهر الثَالث ثمَ تبدأ الأطراف في التَكوَن أي ذراعي ورجلي الجنين حيث تستكمل هذه العناصر نموَها بالكامل مع إمكانيَة تشكَل الوجه أيضا مع ظهور أجهزة الجسم أيضا وغالبا ما يفوق حجم الدَماغ حجم الجسم في هذه المرحلة وتكون الأعضاء التَناسليَة ظاهرة وهذا هو السَبب الذي جعل من أطبَاء أمراض النَساء و التَوليد ينصحون بالخضوع إلى فحص كشف جنس الجنين أو المولود في الشَهر الثَالث( فحص الأشعة الفوق صوتية) ففي هذه الفترة تظهر أعضاء الجنين التَناسليَة جيَدا و يبدأ نشاط الجنين رغم صغر حجمه.
2 تبدأ هذه المرحلة عادة عند دخول الحمل الشَهر الرَابع إلى غاية الشَهر السَادس وإنَ أكثر ما يميَز هذه الفترة هو ظهور زغب الشَعر الخفيف ويسجَل تطوَرا ملحوظا في نمو فروة الرأس وبما أنَ الطَفل يبدأ بالتحرَك داخل الرَحم بشكل ملحوظ فيسهل على الأم الشَعور بهذه الحركات.
3 تأتي المرحلة الثالثة عند دخول الحمل في الشَهر السَابع وإلى غاية حلول موعد الولادة أي نهاية الشَهر التَاسع حيث تكون جميع الوظائف والأعضاء مكتملة.
أسباب توقَف نمو الجنين داخل الرَحم
وهذه المحطَات هي نظرة عاَمَة عن مراحل الَنمو الطَبيعيَة التي يمرَ بها الجنين طيلة فترات الحمل ولكن في بعض الحالات قد لا يستكمل الجنين نموَه وذلك لأسباب مختلفة أهمَها :
- وجود إضطراب على مستولا الكروموسومات وخلل بالخلايا الجينيَة.
- تعرَض المرأة إلى مشاكل مرضيَة لها علاقة بالأوعية الدموية ، الكولاجين وخاصَة داء السَكري الذي يكون وراء عدد لا يستهان به من حالات الإجهاض المبكَر
- أمراض الغدَة الدرقيَة إضافة إلى مجموعة من العوامل الوراثيّة التي يمكن أن تسبَب العديد من المشاكل الصحيَة والجينيَة التي من شأنها أن تعيق نموَ الجنين وتحبطه .
- الضَعف الهرموني (هرمون البروجستيرون)
- تكيّس المبايض.
- الحمل الخارجي (إنغراس الجنين في قناة فالوب) الذي يضطرَ الطَبيب إلى إستئصال هذا الحمل لأنَ هذه الحالة تكون خطيرة على حياة الأم فلا يستكمل الجنين نموَه .
- داء القطط.
- مشاكل مختلفة في الرَحم …إلخ
وقائمة الأسباب تطول وتتشعَب فلكلَ حالة وضعها الصحَي والجسدي الخاص التي ترتبط بعوامل معينة أيضا ولكن في مجمل الأحوال يجمع الأطبَاء على ضرورة الإبتعاد عن الضغوطات النفسية ومختلف مظاهر التَعب ، القلق والإجهاد (النفسي والجسدي ) والإقلاع عن بعض الممارسات السيئة والمضرَة بصحَة الأم والجنين كالتدخين العادي إضافة إلى السَلبي (الجلوس إلى جانب المدخَنين )، تعاطي الخمر أو غيره من المواد المضرَة بالجسم والتي من شأنها أن تتسبب في تسمَم الحمل وتوقَف نموَ الجنين .