يعتبر الإجهاض المتكرَر من المشاكل الصحيَة التي تعاني منها فئة كبيرة من النَساء فلم يعد الحمل وتأخر الإنجاب هو المشكل الوحيد الذي يشغل المرأة المتزوَجة، حيث شاعت في السَنوات الأخيرة ظاهرة الإجهاض المتكرر الذي أصبح هاجس الحالمات بالأمومة ،فعلميَا تحدث هذه الظَاهرة في الأسبوع الثالث عشر من الحمل ، وتتمثَل أعراضه في نزول الجنين على شكل نزيف دم يشبه الدورة الشهرية ،ورغم أنَ الإجهاض يعتبر مؤشَرا إيجابيا لقدرة المرأة على الحمل والإنجاب وانَها لا تعاني من العقم التام إلاَ أنَه أيضا من العلامات الأساسيَة والثَابتة لوجود مشكل أو خلل ما عند المرأة يقف عائقا أمام إكتمال الحمل فكيف يحدث الإجهاض وماهي أسبابه وهل من طرق ناجعة للوصول بالطفل إلى برَ النَجاة قبل أن ينقض عليه شبح الإجهاض ؟
أسباب خلقيَة ومكتسبة
تتعدد الأسباب والإجهاض واحد ، فطبيَا توجد عدَة أسباب تجعل المرأة تفقد جنينها في الأسابيع او الأشهر الأولى من حملها وأحيانا يحدث الإجهاض في مراحل متقَدمة وهو النَوع الأكثر خطورة على المرأة لأنَ وزن الجنين يكون كبيرا وهذا الوضع يتطلَب في أغلب الأحيان تدخَلا جراحيَا سريعا ،ومن الأسباب التي قد تعيق حمل المرأة إلى درجة اليأس من الإنجاب وقد تدفعها أيضا إلى اللجوء إلى طرق الإنجاب بمساعدة طبيَة كعمليَة طفل الأنبوب ،التلقيح المجهري …إلخ نجد الأمراض المرتبطة بالمبايض والرَحم على غرار مرض تكيَس المبايض ، أمراض الغدة الدرقية والنخامية ، الوجود المفرط والمضاعف لهرمون الكرنيزون بكثرة ،وقد تقف الأورام اللمفاوية الخطيرة والكتل الغريبة التي قد تلتصق وتظهر بالمبيض أو الرَحم أمام حدوث الإجهاض المتكرَر .
ومن المعلومات التي قد تغيب عن الكثيرات أنَ الضَغط النَفسي والتوتر إضافة إلى الشَعور بالإحباط والضيق جميعها عوامل تلعب دورا كبيرا في إفشال الحمل وإحباط عمليَة نموَ الجنين، ومن الأسباب المساعدة على حدوث الإجهاض أكثر من مرَة أيضا العوامل الوراثيَة كإصابة الجنين بتشوهات خلقيَة متكرَرة تحول دون إستكمال الجنين لنموَه كالشَوائب التي يمكن أن تلتسق أو تظهر بالمشيمة أو الرحم كتشوَه التوكسو بلازما الهربس، اليتوميجالوفيرس، ومختلف أنواع الإلتهابات الرَحميَة التي يمكن أن تصيب المرأة أثناء الحمل ، كما يؤكَد أطبَاء أمراض النَساء أنَ وجود العيب الخلقي قد يكمن في رحم المرأة أيضا كمشكل التضيق الخلقي للرحم rétrécissement de l’utérus أوإنكفاء الرحم (الرحم المقلوب) l’utérus rétroversé وهو ما قد يكون وراء بعض حالات الإجهاض المتكرَرة والموت المفاجئ للجنين مع ضرورة التَذكير أنَه يوجد نساء إستطعتن الحمل والإنجاب الطَبيعي رغم هذه العيوب (تضيق وإنقلاب الرَحم ) أمَا باقي المشاكل المرضيَة فهي تستدعي المعالجة والمتابعة الطبيَة المستمرَة ليصل الحمل إلى منتهاه ويولد الطَفل في أحسن الظَروف .