كثيرة هي المنظَمات والجمعيات والهياكل التَحسيسيَة التي تعمل بإستمرار على توعية المجتمع بأسره بمضار التدخين خاصَة إذا ما تأمَلنا نسبة الوفيات السَنويَة الناتجة عن الأمراض الخبيثة والمستعصية التي يسبَبها التَدخين للجسم ، ورغم أنَ أغلب النَاس اليوم يدركون جيَدا ماذا يمكن أن يسببه التدخين لصحتهم إلاَ أنهم يستمرون في ممارسة هذه العادة السيئة والمضرَة ، ووفق بعض المعلومات والحقائق التي لا تزال مطموسة وغير معروفة عند العديد من الأشخاص عن التدخين ، المعلومة التي توصَلت إليها دراسة علميَة وطبيَة حديثة أكدتها شهادات طبيَة لخبراء في طب الأورام والتجميل في نفس الوقت حيث تؤكَد تقارير هذه الدَراسة أنَ خطر التَدخين يزداد ويتضاعف عند المدخنين الذين يخضعون لعمليَات جراحيَة مختلفة خاصَة جراحات التَجميل حيث تبيَن أنَ هذه العمليات غالبا ما تكون فاشلة بسبب التدخين خاصَة وأنَ أغلب الإجراءات التَجميليَة والطبيَة الخاصَة بجراحة التَجميل تقوم على مبدأ الفصل الواسع للأنسجة ونقلها إلى أماكن أخرى وهو ما يعزَز تجذَر وظهور مخاطر التَدخين بشكل أكبر وأسرع ، فإلى أي مدى تصحَ هذه المعلومة ؟
التدخين وعلاقته بفشل عمليَات التَجميل
تركيبيَا يتكوَن التَبغ الموجود بالسجائر من مجموعة من السَموم التي تعيق مرور الأكسجين إلى الأنسجة أهمَها النيكوتين الذي يسبب عدَة مشاكل صحيَة ووظيفيَة بالجسم كتقليص الأوعية الدمويَة التي تقوم بنقل الدَم إلى الشقَ الجراحي، وإمتداد الدم والأوكسجين وتدفَقهما إلى أنسجة الجسم فإذا تمَت هذه الوظائف بسلام ودون عوائق غالبا ما تنتهي العمليَة بنجاح ودون مضاعفات خطيرة خاصَة جراحات السمنة البسيطة لأنَ عمليَة تدفق الدم والأكسجين تعتبر من العوامل المهمَةلشفاء الشق الجراحي.
ويكمن خطر التَدخين أثناء العمليَة الجراحيَة في تقليص النَيكوتين للأوعية الدمويَة فيحدث نقص موضعي في الأكسجين فتضطرب الأنسجة، كما تزيد مادَة النيكوتين من خطر حدوث جلطات الدم حيث يحدث خلل وإضطراب بنشاط مختلف خلايا الجسم المسؤولة عن علاج وشفاء الشقَ الجراحي.
كما يتسبب التَدخين بفشل عمليَات التًجميل بسبب مادَة أول أكسيد الكربون (co) التي تستعمر أجساد المدخنين بمستويات أعلى من المستوى الطبيعي وهي حالة ناتجة عن إحتراق السيجارة بتجويف الفم، وبما أنَ أول أكسيد الكربون مرتبط مباشرة بالهيموغلوبين الموجود في الدم يحدث ذلك خللا يحبط وصول الأكسجين إلى الأنسجة، وتكمن خطورة هذا الوضع في إمكانية حدوث نخر بالأنسجة، كما تسبب مادَة سيانيد الهيدروجين الموجودة في السجائر بإعاقة عمليَة الأكسدة في الخلايا وتعيق عملية الأيض في الأنسجة أيضا .
كما كشفت الدَراسات أنَ الشقوق التي تحدثها جراحات التجميل تتأثَر بآثار التدخين السَلبيَة التي تطال نشاط الخلايا الليفية التابعة للنسيج الضام والتي تعتبر من العوامل المكوَنة للندبة والتي تفرز البروتينات الضرورية لتكون الندبة والشفاء ولكَن التدخين يضر بقدرة الخلايا على التَجمَع حول الجرح وبالتَالي تأخر الشَفاء وظهور الندوب الكبيرة والمرئيَة .
التَدخين والتخدير
حسب الحالات المسجَلة بأغلب البحوث والدراسات يتعرض المدخنون إلى مشاكل تنفسيَة متنوَعة كمشكل الانسداد الرئوي ، كما يمكن أن يعاني المريض من السعال بعد الإستفاقة من التخدير العام ، وهذا ما من شأنه أن يحدث نزيفا بالأوعية الدموية الصغيرة وربما يؤدي إلى نزيف يتطلب إعادة العملية ، وفي غالب الأمر تكون الجراحات التجميليَة الأخطر على المدخنين هي التي يقع فيها فصل شديد للجلد على غرار جراحات الوجه شد الوجه، رأب الذقن ، شد البطن. إلخ ، وبغض النَظر عن نوعيَة أو طبيعة العمليَة فإنَ نسبة المضاعفات لدى المرضى الذين يدخنون بشكل مستمر تفوق الأشخاص الطبيعيين بثلاث مرَات خاصَة في عمليَة شد البطن وبنسبة 10 مرَات أكثر في عمليَات شد الوجه.
ويرى الأطبَاء والخبراء أنَ الحل المثالي لتجنَب المضاعفات المذكورة والتي يمكن أن تحدث أثناء أو بعد عمليَة التجميلن هو التوقف عن التدخين قبل العمليَة على الأقل وقبل بضعة أيام من الجراحة لأنَ ذلك يساعد على تخفيض مستوى السموم في الدم ويعزز مناعة المريض وقدرته على المقاومة أثناء هذه الفترة، كما يشدد الأطباء على ضرورة خضوع المريض المدخن إلى إختبار تقييم وظائف الرئة قبل عملية التخدير.