أصبحت جراحات التَجميل اليوم الشغل الشاغل للأشخاص الذين يحلمون بالمظهر المثالي والمميَز، إلى درجة وصلت بالبعض إلى الهوس الشديد والجنون الفعلي بعمليَات التَجميل.
ولذلك ظهرت حملات توعويَة عديدة تحذَر من الاستعمال المفرط لعمليَات التَجميل خاصَة بعد ظهور بعض الحالات التي تحوَلت فيها النتائج إلى مأساة فعليَة لأشخاص تحوَلوا إلى مسخ قبيح بسبب الكم الهائل لعمليَات التَجميل التي خضعوا لها والاستعمال المفرط والمرضي لها، فكيف يمكن الحد من خطورة هذه الجراحة؟ ومتى تصبح هذه الطرق ضروريَة وعلاجا مثاليَا للتخلَص من بعض العيوب؟
عمليات التجميل: هل هي تجميلية أم علاجية بالأساس؟
وتؤكَد السيرة التَاريخيَة لعمليَات التَجميل أنَ الهدف الرئيسي لظهور هذا المجال كان علاجي بالأساس خاصَة وأنَ أغلب الراغبين في تجميل وجوههم كانوا أشخاصا قد تعرَضوا لحوادث مريعة (كسور ، حروق ،…) أو يعانون من عيوب خلقيَة شديدة فكان لا بد من إيجاد حل تجميلي للقضاء على مثل هذه المشاكل.
إضافة إلى الهدف العلاجي الذي يقوم على إزالة هذه العيوب لتحسين آداء وظيفي معين كان يعيقه هذا العيب أو المشكل كالتَخلَص من إعوجاج الأنف وانحرافه الذي يتطَلب إجراء عمليَة تجميل أنف لتصحيح هذا العيب الذي قد تصاحبه بعض الأورام اللحمية أو الليفية داخل الأنف، التي قد تكون ناتجة عن هذا الإنحراف.
تصبح اذا العمليَة علاجيَة أكثر من أن تكون تجميليَة لأنَ هذا العيب قد يحدث ضيق تنفس قد يتحوَل إلى خطر مع مرور الوقت بل وقد تتحوَل الحالة من ضيق تنفس عادي إلى الإصابة ببعض أمراض فقر الدم وهذا ما يجعل من جراحة التجميل التصحيحيَة أمرا ضروريَا لحل مثل هذه المشاكل .
كما أصبحت الصورة اليوم أساس أي عمليَة تواصل وهذا أمر لا يمكن لأحد أن ينكره خاصَة إذا ما تأمَلنا في نسبة المقبلين على موقع التَواصل الشَهير “فيس بوك”.
حيث نجد أشخاصا لا ينتمون إلى أي مجال فنَي أو ثقافي قد تحوَلوا إلى مشاهير ولهم آلاف المعجبين على الفيس بوك وتويتر لمجرَد أنهم يستعرضون صورهم وإطلالاتهم الجذَابة على هذه المواقع، وهذا ما يثبت أنَ الأمر اليوم قد وصل بهؤلاء إلى درجة الهوس وأنَ الصورة لها مكانة رئيسيَة لتحقيق النجاح والشَهرة والحصول على إعجاب الآخرين فلم تعد عمليَات التَجميل تقتصر على علاج التشَوهات الخلقيَة وآثار الحوادث فقط على غرار الأنف الكبير الحروق البقع السوداء الكبيرة أو علاج حالات تهشم وتشوَه الوجه الناتجة عن الحوادث أو حالات إصابات الأنف حيث أصبحت تعتمد أيضا لأسباب وأغراض غير ضروريَة كالرغبة في التشبَه بشخص مشهور أو الحصول على مظهر إستثنائي ومثالي رغم عدم وجود عيب معيَن يستلزم عمليَة تجميل معيَنة وفي هذه النَقطة بالتَحديد تظهر مخاطر وسلبيات عمليَات التجميل لذلك يجب الإلتحاق بمراكز التَجميل المقنَنة والجديَة التي تحترم قواعد الصحة والسلامة وتلتزم بضوابط وشروط إجراء عمليات التجميل تجنَبا للمفاجئات الغير سارة التي قد تنجرَ عن الإقبال المفرط لعمليَات التَجميل .