كانت السَمنة في الماضي تعتبر من مقوَمات الجمال والصحَة عند العرب أمَا المرأة النَحيفة فكانت رمزا للقبح ، الضَعف والمرض ومع تطوَر الحياة ، وتغيَر الأحوال والأفكار إضافة إلى إنتشار الوعي الكافي بأضرار السَمنة وما يمكن أن تسبَبه لجسم الإنسان أصبحت النَحافة الهدف المنشود للمرأة خاصَة بعد أن تغيَرت الأذواق والمفاهيم الجماليَة التي أصبحت ترفض السَمنة المفرطة وتعتبرها من أبشع العيوب الجسميَة ، خاصَة بعد أن اثبت العلم أنَ السَمنة طريق لإصابة الجسم بالعديد من الأمراض الخطيرة والمزمنة ، فأصبحت المرأة اليوم تعمل على إبقاء جسدها نحيف وغير ممتلئ إلى أن ظهرت دراسة أجريت على عدد كبير من النَساء الكبيرات في السن كشفت أنَ النَحافة المفرطة أيضا مضرَة بجسم المرأة ولها أضرار مختلفة فكيف ذلك ؟
سن اليأس
من المعروف عن سن اليأس أنَها مرحلة قدريَة وطبيعيَة لا بدَ للمرأة أن تمر بها عند تقدَمها في السنَ فهو أمر طبيعي عادة ما يحدث للمرأة التي تجاوزت سن الخمسين جالبا معه أعراضا و تغيَرات تطرأ على الجسد والنفسية في نفس الوقت ولكن تبقى أهم الأعراض التابعة لسن اليأس هي إنقطاع الطَمث (إنقطاع الدَورة الشهرية) ، الشعور بهبَات حراريَة مقلقة إلخ إذا هي مرحلة غير مريحة للمرأة خاصَة خلال الخمس سنوات الأولى من سن اليأس ، لذلك فإنَ المرأة تكون قلقة للغاية عند إقترابها من هذه المرحلة العمريَة .
النَحافة وسن اليأس
وللحفاظ على جسم متناسق وخالي من المشاكل الصحيَة نساء كثيرات حاولن القضاء على مشكل السمنة عن طريق الضوع إلى جراحات السَمنة ظنَا منهنَ أنَ البدانة المفرطة تجعل المرأة تبدو أكبر في السن وأنَ النَحافة هي الحل المناسب لتجاوز هذه الأضرار ، هذا الإعتقاد لم ينكره الأطباء والخبراء ولكنَهم لا يرون الحل يكمن في النَحافة المفرطة حيث ظهرت دراسة واسعة ومثبتة علميَة أجراها خبراء من جامعة ماساتشوستس نشرتها الدَوريَة الشَهريَة ” هيومان ريبرودكشن الشَهيرة تؤكَد وجود علاقة بين النحافة والبدانة وبين حدوث سن اليأس في وقت مبكّر لدى النساء.
وحسب هذه الدَراسة فإنَ الوزن المنخفض أو بالمعنى الأصح النَحافة المفرطة تعجلَ بسنَ اليأس لدى ثلث النَساء (النَحيفات ) مع العلم أنَ هذه الدَراسة دقيقة للغاية حيث تمَ الإعتماد فيها على بيانات لـ 78 ألف إمرأة لمدة 10 سنوات أعمارهن بين 25 و42 عاماً كما خضعت هذه البيانات إلى التَجديد للتأكد من صحَة ومصداقيَة الدراسة ، وإعتبر عدد كبير من الأطباء والخبراء أنَ نتائج هذه الدَراسة قد قلبت جميع الموازين بعد أن كشفت أنَ النَحافة لا تقل ضررا على السمنة حيث تعمل على تبكير سن اليأس بما يقارب 30% (بين 10 إلى 30) في بعض الحالات لذلك فإنَ الأطبَاء يرون أن الحل هو عدم الإنصهار المفرط في الحميات الغذائيَة القاسية التي يمكن أن تجعل المرأة تعيش مرحلة سن اليأس في وقت مبكَر ، ويرون أن التوازن الغذائي مع المداومة على التمارين الرياضية من شأنها أن تحمي المرأة من أضرار السمنة والنَحافة في نفس الوقت .