الاحراج والسخرية المتكررة والصعوبات التي تعترضهم بمجرّد ممارسة جهد بدني قليل والعزلة والبكاء…هذه كلها أسباب تدفع الآباء والأمهات للتشاور مع أطباء الأطفال وجراحي السمنة عندما يتعلق الأمر بالأطفال الذين يعانون من زيادة في الوزن.
يعاني الأطفال الذين يشتكون من السمنة في مرحلة الطفولة من سوء التغذية وعدم ممارسة الرياضة حيث عادة ما تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات و16 عاما وهي مرحلة حسّاسة يتم خلالها بناء شخصيّة الفرد وتتشكّل هويّته وعلاقته بالآخر والمجتمع.
وقد أصبحت في يومنا هذا مشكلة السمنة لدى الأطفال أولوية لدى العاملين في قطاع الصحّة، وهم على دراية بالضرر الذي يصعب إصلاحه ويهدّد صحّتهم وحياتهم خاصّة في مرحلة الطفولة والمراهقة.
قبل الانتقال إلى العمليات الجراحية لعلاج البدانة مثل تدخل تصغير المعدة الذي يسمح للمريض بالحصول على وزن مثالي، يفضل أطباء الأطفال الوقاية من خلال الإصرار على اتباع نظام غذائي متوازن خاصّة أن الفرد المعني بالعمليّة يجب أن يتخطّى مرحلة الطفولة ويتمتّع ببنية جسديّة سليمة.
وقد أجمع المتخصّصون في هذا المجال أن مشكلة السمنة تكمن في كميّة السعرات الحرارية التي يستقبلها الجسم يوميا حيث يُسمح للطفل بتناول الطعام جيدًا ولكن عادة ما يتّبع نظاما غذائيا “سهلا”، وهو النظام الذي يعتمد على الحلويات والشوكولاتة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية كما أنّها تصبح مضرّة ان تمّ الافراط في أكلها.
وتضاف إلى هذه العادات الغذائية السيئة عوامل أخرى للسمنة مثل الأسباب الجينية والوراثية وكذلك الأسباب الهرمونية.
ولا تزال السمنة في مرحلة الطفولة مشكلة اجتماعية وصحيّة عويصة أصبحت تميّز هذا العصر وتتصدّر مشاغله كما تزايدت بعد ثورة التكنولوجيات الحديثة حيث أصبح الطفل باستمرار على الشاشات، سواء عبر الهواتف الذكية أو التليفزيون، ولم يعد يملك الوقت أو الرغبة في اللعب في الخارج مع أقرانه أو ممارسة أي نشاط رياضي وبدني.
ان الخطر الرئيسي للسمنة في هذا العمر يتمثّل في فقدان الثقة بالنفس حيث سينزوي الطفل ولن يشارك بشكل رئيسي في الأنشطة الجماعية كما ستمثّل له معاناته مع السمنة وصمة يمكن أن تخلّف أضرارا جسيمة على صحّته النفسيّة فيا بعد.
أما بالنسبة للمخاطر الجسدية فيمكن أن تتمثّل في:
ارتفاع ضغط الدم
خطر أمراض القلب والأوعية الدموية
مرض السكري
مشاكل المفاصل
بالنسبة للأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة، هناك خطر من متلازمة توقف التنفس أثناء النوم التي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل عويصة.
